کد مطلب:370220 چهارشنبه 18 مرداد 1396 آمار بازدید:451
فی السید بن محمد الحمیرى
(1)
505- حدثنی نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد البصری،
______________________________
و الكسر- بالكسر- القطعة من الشیء المكسور، و العظم الذی لیس علیه لحم، و الكسرة من كل شیء الطفیف الحقیر منه، و كسر الطائر جناحیه كسرا و كسورا ضمهما للوقوع و السقوط، و ربما یطلق من غیر ذكر المفعول، و منه عقاب كاسر.
قال فی اساس البلاغة: و قد كسر كسورا اذا لم تذكر الجناحین، و هذا یدل على أن الفعل اذا نسی مفعوله و قصد الحدث نفسه جرى مجرى الفعل غیر المتعدی[1081].
قلت: نعم و لكن لا یعلم هل ذلك قیاس مطردا، أو مقصورا على السماع.
فی السید بن محمد الحمیرى
اسمه اسماعیل ذكره الشیخ رحمه اللّه تعالى فی كتاب الرجال فی أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام قال: اسماعیل بن محمد الحمیری السید الشاعر یكنى أبا عامر[1082].
و قال العلامة فی الخلاصة: اسماعیل بن محمد الحمیری بالحاء غیر المعجمة المكسورة و المیم الساكنة المنقطة تحتها نقطتین بعدها راء، ثقة جلیل القدر عظیم الشأن و المنزلة رحمه اللّه تعالى[1083].
و زعم الحسن بن داود أن اسمه السید بن محمد[1084]، كما یعلم من كلام الكشی و یظهر من قول الصادق علیه السّلام.
و حمیر كدرهم أبو قبیلة قاله فی القاموس[1085].
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 570
قال: حدثنی علی بن اسماعیل، قال: أخبرنی فضیل الرسان، قال: دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام بعد ما قتل زید بن علی رحمة اللّه علیه، فأدخلت بیتا جوف بیت فقال لی: یا فضیل قتل عمی زید؟ قلت: نعم جعلت فداك.
قال: رحمه اللّه أنه كان مؤمنا و كان عارفا و كان عالما و كان صادقا، أما أنه لو ظفر لوفى، أما أنه لو ملك لعرف كیف یضعها، قلت: یا سیدی ألا أنشدك شعرا! قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت و بأبواب ففتحت، ثم قال أنشد، فأنشدته:
لأم عمرو باللوى مربع | طامسة أعلامه بلقع | |
لما وقفت العیس فی رسمه | و العین من عرفانه تدمع | |
ذكرت من قد كنت أهوى به | فبت و القلب شج موجع | |
عجبت من قوم أتوا أحمدا | بخطة لیس لها مدفع | |
قالوا له لو شئت أخبرتنا | الى من الغایة و المفزع | |
اذا تولیت و فارقتنا | و منهم فی الملك من یطمع | |
فقال لو أخبرتكم مفزعا | ما ذا عسیتم فیه أن تصنعوا | |
صنیع أهل العجل اذ فارقوا | هارون فالترك له أودع | |
فالناس یوم البعث رایاتهم | خمس فمنها هالك أربع | |
قائدها العجل و فرعونها | و سامری الامة المفظع | |
و مخدع من دینه مارق | أخدع عبد لكع أوكع | |
و رایة قائدها وجهه | كأنه الشمس اذا تطلع | |
قال: فسمعت نحیبا من وراء الستر، فقال: من قال هذا الشعر؟ قلت: السید ابن محمد الحمیری، فقال: رحمه اللّه، قلت: انی رأیته یشرب النبیذ، فقال:
رحمه اللّه، قلت: انی رأیته یشرب نبیذ الرستاق، قال: تعنی الخمر؟ قلت: نعم، قال: رحمه اللّه و ما ذلك على اللّه أن یغفر لمحب علی.
506- حدثنی أبو سعید محمد بن رشید الهروی، قال: حدثنی السید و سماه،
______________________________
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 571
و ذكر أنه خیّر، قال: سألته عن الخبر الذی یروى أن السید أسود وجهه عند موته؟ فقال ذلك الشعر الذی یروى له فی ذلك: ما حدثنی أبو الحسین بن أبی أیوب المروزی قال: روى أن السید بن محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت، فقال:
هكذا یفعل بأولیائكم یا أمیر المؤمنین، قال: فأبیض وجهه كأنه القمر لیلة البدر، فأنشأ یقول:
أحب الذی من مات من أهل وده | تلقاه بالبشرى لدى الموت یضحك | |
و من مات یهوی غیره من عدوه | فلیس له الا الى النار مسلك | |
أبا حسن تفدیك نفسی و أسرتی | و مالی و ما أصبحت فی الارض أملك | |
أبا حسن انی بفضلك عارف | و انی بحبل من هواك لممسك | |
و أنت وصی المصطفى و ابن عمه | فانا نعادی مبغضیك و نترك | |
موالیك ناج مؤمن بین الهدى | و قالیك معروف الضلالة مشرك | |
و لاح لحانی (1) فی علی و حزبه | فقلت لحاك اللّه أنك أعفك | |
______________________________
قوله: و لاح لحانى
أی ولایم شاتم لا منی و شتمنی على محبة علی و حزبه و عترته و أهل بیته.
فی الصحاح: لحیت الرجل ألحاه لحیا اذا لمته فهو ملحی، و لا حیته ملاحاة و لحاء اذا نازعته، و فی المثل من لاحاك فقد عاداك، و تلاحوا أی تنازعوا، و قولهم لحاه اللّه أی قبحه و لعنه[1086].
و فی القاموس: لحاه یلحوه شتمه[1087].
و «أعفك» أفعل الصفة من العفك بالتحریك و هو الحمق و الجهل یقال: رجل أعفك أی أحمق بین العفك و الاعسر للفطانة، و من لا یحسن العمل قاله الصحاح
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 572
507- و حدثنی نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عیسى، عن عبد الرحمن بن أبی نجران، عن عبد اللّه بن بكیر، عن محمد بن النعمان، قال: دخلت على السید بن محمد و هو لما به (1) قد اسود وجهه، و ذرفت عیناه و عطش كبده و هو یومئذ یقول بمحمد بن الحنفیة و هو من حشمه، و كان ممن یشرب المسكر، فجئت و كان أبو عبد اللّه علیه السّلام قدم الكوفة، لأنه كان انصرف من عند أبی جعفر المنصور.
فدخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فقلت: جعلت فداك انی فارقت السید بن محمد الحمیری لما به قد اسود وجهه و اذرفت (2) عیناه، و عطش كبده، و سلب الكلام، و انه كان یشرب المسكر
______________________________
و القاموس و غیرهما[1088].
قوله: و هو لما به
أی متفرغ عن كل شیء لما قد ألم و حل به من الحمام أو المرض.
قوله: ذرفت
بالذال المعجمة و الفاء من حاشیتی الراء المفتوحة، یقال: ذرفت العین اذا سال منها الدمع، و ذرف الدمع من العین أی سال.
و فی نسخة «زرقت» بالزای مكان الذال و القاف مكان الفاء، من قولهم زرقت عینه نحوی أی انقلبت بحیث ظهر بیاضها.
قوله: و اذرفت
النسخ مختلفة هنا أیضا بالذال و الفاء بمعنى سال منهما الدمع، و الهمزة على هذا للوصل و الفاء مشددة من باب الافعلال، یقال: اذرف اذرفافا احمر احمرارا.
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 573
فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: اسرجوا حماری، فاسرج له و ركب و مضى، و مضیت معه حتى دخلنا على السید، و أن جماعة محدقون به، فقعد أبو عبد اللّه علیه السّلام عند رأسه و قال: یا سید! ففتح عینه ینظر الى أبی عبد اللّه علیه السّلام و لا یمكنه الكلام، و قد اسود وجهه، فجعل یبكی و عینه الى أبی عبد اللّه علیه السّلام و لا یمكنه الكلام، و انا لنتبین فیه (1) أنه یرید الكلام و لا یمكنه.
فرأینا أبا عبد اللّه علیه السّلام حرك شفتیه، فنطق السید فقال: جعلنی اللّه فداك أ بأولیائك یفعل هذا! فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: یا سید قل بالحق یكشف اللّه ما بك و یرحمك و یدخلك جنته التی وعد أولیائه، فقال فی ذلك:
تجعفرتبسم اللّه و اللّه اكبر. فلم یبرح أبو عبد اللّه علیه السّلام حتى قعد السید على استه.
و روى: أن أبا عبد اللّه علیه السّلام لقى السید بن محمد الحمیری، فقال: سمتك أمك
______________________________
أو بالزای و القاف بمعنى انقلبتا و دارتا فظهر بیاضهما مكان السواد، اذا انقلبتا نحونا شاخصتین إلینا.[1089]
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى) ؛ ج2 ؛ ص573
على هذا فالهمزة تحتمل القطع من باب الافعال و الوصل بتشدید القاف من باب الافعلال یقال: زرقت عینه نحوی بالفتح زرقا و أزرقت ازراقا و أزرقت ازرقاقا و أزراقت ازریقاقا، انقلبت و اشتد انقلابها.
و أما زرقت عینه من الزرقة فصار أزرق العین فذاك من باب فعل- بكسر العین- و هو غیر متأت فی هذا المقام فلیعلم.
قوله: و انا لنتبین فیه
أی انا لنتعرف فی وجهه أنه یرید الكلام. یقال: تبین الشیء و أبان و استبان بمعنى ظهر و اتضح. و بینته و أبنته و استبنته أیضا بمعنى تعرفته و استوضحته و أظهرته و أوضحته، كلها جاءت لازمة و متعدیة. اتفق على ذلك أئمة اللغة جمیعا.
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 574
سیدا و وفقت فی ذلك و أنت سید الشعراء، ثم أنشد السید فی ذلك:
و لقد عجبت لقائل لی مرة | علامة فهم (1) من الفقهاء | |
سماك قومك سیدا صدقوا به | أنت الموفق سید الشعراء | |
ما أنت حین تخص آل محمد | بالمدح منك و شاعر بسواء | |
مدح الملوك ذوو الغناء (2) لعطائهم | و المدح منك لهم لغیر عطاء | |
أبشر فانك فائز فی حبهم | لو قد وردت علیهم بجزاء | |
ما تعدل الدنیا جمیعا كلها | من حوض أحمد شربة من ماء | |